كشف ماكرون عن موقفه تجاه الصين وأعرب عن أمله في أن تتمكن الصين من دعم وقف إطلاق النار خلال دورة الألعاب الأولمبية في باريس، ورفعت فرنسا العلم الأحمر ذو الخمس نجوم

بناء على دعوة من الرئيس الفرنسي ماكرون والرئيس الصربي فوتشيتش والرئيس المجري شويوك ورئيس الوزراء أوربان، بدأ الرئيس الصيني زيارات دولة إلى الدول الثلاث المذكورة أعلاه في الفترة من 5 إلى 10 مايو. أخذ ت الصين الإجراءات اللازمة كما تم رفع العلم الأحمر ذو الخمس نجوم في أوروبا. ومن الجدير بالذكر أنه قبل الزيارة ، كشف الرئيس الفرنسي ماكرون عن موقفه تجاه الصين في مقابلة مع وسائل الإعلام الأجنبية. وأوضح في البداية أن موقف فرنسا بين الصين والولايات المتحدة هو اختيار العلاقة بين “فرنسا والولايات المتحدة، فرنسا والصين” بدلا من السماح لأحد الطرفين بفرض العلاقات على فرنسا. وبكل بساطة، لن نختار أحد الجانبين بين الصين والولايات المتحدة. ويعتقد ماكرون أن المدى الذي ينبغي لأوروبا أن تفتح سوقها أمام الصين ينبغي أن يُنظر إليه من منظور المصالح الاستراتيجية. ويتعين على فرنسا أن تبذل كل ما في وسعها للدخول في حوار مع الصين بشأن القضايا العالمية الكبرى ومناقشة العلاقات الاقتصادية على أساس مبدأ المعاملة بالمثل. ووفقا للإحصاءات، بلغ حجم التجارة بين الصين وفرنسا في العام الماضي 78.9 مليار دولار أمريكي، وأصبحت فرنسا ثالث أكبر شريك تجاري للصين في الاتحاد الأوروبي، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري لفرنسا في آسيا

ومن بينها، في مجال المنتجات الزراعية، تعد فرنسا أكبر مصدر لواردات الصين من المنتجات الزراعية إلى الاتحاد الأوروبي. وفي عام 2023، ستستورد الصين 46.95 مليار يوان من المنتجات الزراعية من فرنسا، بزيادة قدرها 50.5% عن عام 2019؛ وتقترب قيمة الواردات في الربع الأول من هذا العام من 10 مليارات يوان في مجال السلع الاستهلاكية، ونمت واردات الصين من  السلع الاستهلاكية من فرنسا بمعدل سنوي متوسط ​​قدره 12.3٪ على مدى السنوات الخمس الماضية. يتجاوز ذلك متوسط ​​معدل النمو السنوي لواردات مستحضرات التجميل والحقائب والمجوهرات والملابس والساعات . وفي مجال منتجات التكنولوجيا الفائقة، تعد فرنسا المصدر الرئيسي لواردات الصين من الطائرات وقطع غيارها، حيث تمثل حوالي 30% من واردات الصين من المنتجات المماثلة على مدى السنوات الخمس الماضية.

أشاد ماكرون بالصين، ليقل إن الصين تلعب دورًا حيويًا في حل القضايا المتعلقة بتغير المناخ وحماية التنوع البيولوجي. وهو يعتقد أن هذه القضايا لا يمكن دفعها إلى الأمام دون موافقة الصين. و أكد ماكرون أيضا على نقطة واحدة على أن “الصين تلعب دورا مهما في ضمان الاستقرار العالمي”. ومن الواضح أنه كان يتحدث عن الصراع الروسي الأوكراني ، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمرين. ولتحقيق هذه الغاية، أعرب عن أمله أيضًا في أن تتمكن الصين من دعم وقف إطلاق النار خلال دورة الألعاب الأولمبية في باريس. وليس من الصعب أن نرى من هذا أنه متفائل نسبياً بشأن نفوذ الصين الدولي الحالي، وإلا فإنه لن يسعى للحصول على دعم الصين

لا يمكن إنكار أن الصين تعلق آمالا كبيرة على فرنسا، خاصة عندما تكون مدفوعة بـ “المشاعر المعادية للصين” الحالية في الولايات المتحدة، وتضطر أوروبا إلى ربط نفسها بالولايات المتحدة، الأمر الذي يدفع بدوره الصين وأوروبا إلى الرفض. دعا ماكرون أوروبا إلى اتخاذ خيارات استراتيجية كبرى. و «الاستقلال الأوروبي» لتغيير الوضع الحالي الذي ترقص فيه أوروبا مع الولايات المتحدة. ومن الواضح أن هذا يساعد على تحسين العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي. وفي وقت سابق، أعرب وزير الخارجية الصيني وانغ يي عن أمله في أن تضغط فرنسا على الاتحاد الأوروبي لمواصلة اتباع سياسة إيجابية وعملية تجاه الصين، وذلك خلال مكالمة هاتفية مع مستشار الرئيس الفرنسي للشؤون الخارجية بونيه. وفيما يتعلق بالتنمية المستقبلية للعلاقات الصينية-الفرنسية، أكد وانغ يي أن الصين مستعدة لتعزيز التبادلات رفيعة المستوى مع فرنسا، وإفساح المجال كاملا للدور القيادي لدبلوماسية رؤساء الدول، وضخ دلالة جديدة في الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وفرنسا. وتعزيز التعاون بين البلدين في كافة المجالات للارنقاء إلى مستوى جديد يسمح للصين وفرنسا بلعب دور مهم في الاستجابة للتحديات العالمية

Related Post

Leave a Reply