:ملف جريدة عنب بلدي عن العلاقات السورية الصينية محور العلاقة بين الصين وروسيا والطرق التجارية…

يامن المغربي صحفي سوري من جريدة عنب بلدي

هناك صراع أمريكي صيني على عدة محاور، أحدها الشرق الأوسط والعلاقات مع المملكة العربية السعودية
كيف ترى هذا الصراع اليوم على الشرق الأوسط؟

احتل الشرق الاوسط مرتبة مهمة على خارطة المناطق الساخنة منذ نكبة فلسطين ، وتشعبت الازمة اكثر عندما فكت الولايات المتحدة الاميركية ربط الدولار بالذهب خادعة العالم بربطه مع اسعار النفط يوم كانت ايران الشاه والسعودية في قبضتها. وظل وضع الشرق الاوسط الى تصعيد وتشعيب، اهم مراحله موجة الثورات الملونة، ليتوجها الان المواجهة بين مبادرة الحزام والطريق التي تصل الى الساحل السوري مقابل مبادرة الممر الاميركية التي تصل الى حيفا. هكذا يدخل صراع الشرق الاوسط مرحلة جديدة لن تجد حلا اقله حتى ولادة عالم جديد متعدد الاقطاب

تاريخيا، كانت دول الشرق الاوسط تتبع الغرب رغم الاستعمار ضد الشرق لا سيما ايام الاتخاد السوفياتي. خرجت ايران من احضان الغرب مع الخميني وظلت التبدلات طفيفية حتى استفز ترامب المملكة السعودية وقرر ولي العهد بن سلمان نهاية العسل مع الغرب الذي قام من على ظهر باخرة لم تراعي معايير الشرف والاحترام العربية، تماما كما تصرف ترامب مع ولي العهد. اذا لن يمكن القول ان الصين في مواجهة الامريكيين استعملت الشرق الاوسط، لان العرب في تململ قديم وواضح ومفهوم الدوافع. لقد سحل التاريخ بوضوح ان الصين هي اخر من دخل الشرق الاوسط.

تتموضع المملكة العربية السعودية اليوم كصديق وشريك لروسيا يقرروا معا الاسعار والكميات في منظمة اوبك. ويتشابه ذلك مع خيار المملكة بخصوص الاقتراب من البريكس، ويضاف الى ذلك انضمام المملكة الى الصين واليابان في عملية بيع مخزونها من سندات الخزينة الاميركية. وذلك دفع دول اخرى لتجاهر بما لديها منذ زمن، اذ ان الامارات اتجهت الى الصين باكرا، ومصر كانت مستعدة لما باشرت بتنفيذه حيال خروج البلاد من فلك الدولار الاميركي.

يمكن تلخيص كل ما سبق، ب ان الصين لم تدخل الشرق الاوسط لا استعمارية ولا استخباراتية انما دول الشرق الاوسط اهتدوا اليها لما وجدوه من تكامل وتكافل وعدالة في شراكة تقوم فعلا على مبدا رابح رابح

لأمريكا وجود على الأراضي السورية على حدود العراق، وهو طريق يقطع طريق الحرير، هل هناك انزعاج صيني؟

كان ممكن الحديث عن انزعاج صيني قبل شباط فبراير ٢٠٢٣ تاريخ قرار الصين بتجاهل عقوبات قيصر الاحادية الجانب ووصول اقله او ابرزه ٢٠ طائرة صينية عسكرية عملاقة

Y20طراز

يومها خرقت الصين قيصر واشنطن وواصلت عملها ، ورأينا الاسبوع الماضي الخطوط الصينية تقل الدكتور بشار الاسد علنا ، ليس كما فعلت نانسي بيلوتسي يوم زارت تايوان.

تم توقيع ثلاث اتفاقيات بين بكين والصين عطلة نهاية الاسبوع الماضي قد يكون لها توابع غير معلنة، لان الصين كما فعلت سابقا مع السعودية، وقبلها مع ايران والعراق ترغب بالاستثمار وتطوير البنى التحتية للدول الصديقة مقابل النفط، وهذه اتفاقيات استراتيجية لا تراجع فيها. وبالتالي ، كون النفط السوري بمعظمه في مناطق الاحتلال الاميركي ، هذا يعني ان الصين تكسب عصفورين بححر واحد، النفط السوري وادارة المواجهة مع الجيش الاميركي على اراضي دولة بعيدة عن حدودها. بما يتشابه مع ما قامت به الصين وروسيا ضد الغرب في افريقيا.

هل ترى صراعًا روسيًا صينيًا في سوريا وملفات أخرى؟ مع العلم أن القوتين هناك ما يجمعهما أكثر مما يفرقهما

الحديث عن صراع او تنافس روسي صيني في سوريا او اي مكان اخر، لا يمكن التعليق عليه اذا اردنا احترام الوقت كما احترام عقول الناس. لم يتسنى للبيت الابيض واستخباراته من ان يحيكوا في هذا النول ولا حتى في احلامهم الهوليودية، ولا مشاريع اذرعهم الصغيرة والكبيرة ، المنتشرة في سوريا وغيرها حول العالم.

هل تعتقد أن الخط التجاري الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة الأمريكية مع الهند، غرضه إضعاف طريق الحرير الصيني؟ وكيف ترى بكين هذا الأمر؟

اطلقت الولايات المتحدة الاميركية حديثا مبادرتها بعنوان “الممر” وهو مشروع مرتجل، لمناكفة المشروع الصيني وليس لمنافسته. اذ ان المشروع يبدا من الهند وهي اقرب الى روسيا والصين كشريك في البريكس اكثر مما هي قريبة للامريكيين. وينتهي في مرفا حيفا، والحكومة هناك لديها اكثر من الف سبب وسبب للتخوف والابتعاد عن الاستعراضات الهوليودية الاميركية. تم، اقله تطوير، مرفا حيفا وغيره بعقود ميسرة وشركات صينية يوم تناست واشنطن ابنتها الصغرى على فوهة بركان. كما ان كل القطاعات المنتجة المربحة مرتبطة بالصين من الدراسات والابتكار الى التصنيع الى التسويق…. تنيل اراء المتابعين الى فرضية مفادها ان الممر الاميركي نظري وليس عملي، كونه يفتقر الى كل انواع المقاربات الواقعية. ولكن يمكن ان ينتج عنه تحريك عصبيات معينة تؤدي الى توترات و صراعات وربما عمليات إرهابية كما فعلت التنظيمات البلوشستانية ضد الصين في باكستان، لا سيما مع وجود قرية سورية احتلها وطرد اهلها ارهابيين صينيين من الايفور كانوا سابقا تحت العباءة التركية.

كما ان الحديث عن هكذا صراع او مواجهة، لا يغيب عنه ان الممرات الصينية بالاساس هي استغناء الصين عن عبور ممرات بحرية اهمها ملكا، حيث نجحت واشنطن في التحريض وتعقيد الاجواء فوجدت الصين بديلا حذريا. من تحاوب سابقا مع الامريكيين لابتزاز الصين في الممرات المائية ، اكل اصابعه ندامة هرول لاحفا الى بكين التي رفضت استقبالهم. فمن سيرضى العمل مع مبادرة الممر و”يجرب المجرب”

Related Post

Leave a Reply